جددت نقابة الصحفيين اليمنيين دعوتها لوضع حد لمعاناة الصحفيين في اليمن، وإنهاء الانتهاكات المتواصلة بحق حرية التعبير، بالتزامن مع حلول التاسع من يونيو، يوم الصحافة اليمنية، في ظل ما وصفته بـ"أسوأ بيئة للعمل الصحفي" منذ اندلاع الحرب قبل عقد من الزمن.
وفي بيان لها، كشفت النقابة عن تعرض الصحافة اليمنية لأكثر من 2000 انتهاك منذ بدء الحرب، شملت 46 حالة قتل استهدفت صحفيين ومصورين، إلى جانب الاختطافات، والإخفاء القسري، والحرمان من الرواتب، وهو ما أدى إلى "تآكل البيئة الآمنة للعمل الإعلامي" وتفاقم معاناة الصحفيين، خصوصًا في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي.
أزمة معيشية وانتهاكات متعددة
وأكدت النقابة أن الانتهاكات المستمرة، بما في ذلك الملاحقات والقيود المفروضة على المؤسسات الإعلامية، ساهمت في خلق أزمة معيشية خانقة للصحفيين، وقلصت من قدرة الإعلام على أداء دوره الرقابي والمجتمعي، محذّرة من أن استهداف الإعلام لا يهدد الصحفيين وحدهم، بل يضرب حق المجتمع في الوصول إلى المعلومات، ويقوّض أخلاقيات المهنة.
وطالبت النقابة الحكومة المعترف بها دوليًا بتحمل مسؤولياتها الكاملة، من خلال التحقيق في جميع الانتهاكات وإنصاف الضحايا، وصرف مرتبات العاملين في الإعلام الرسمي في جميع المناطق، إضافة إلى معالجة أوضاعهم الوظيفية والمالية المتردية.
مطالبة بإطلاق المعتقلين وإسقاط الأحكام السياسية
وشدد البيان على ضرورة الإفراج الفوري عن جميع الصحفيين المعتقلين، وعلى رأسهم ثمانية صحفيين لدى الحوثيين، بالإضافة إلى الصحفي ناصح شاكر المعتقل لدى قوات الحزام الأمني بعدن منذ نوفمبر 2023. كما دعت النقابة إلى جبر ضرر المعتقلين والمفرج عنهم، وإسقاط الأحكام السياسية الجائرة، وإعادة ممتلكات وسائل الإعلام المصادرة.
كما طالبت بإلغاء اللوائح والتعاميم التي تقيد حرية التعبير، ووقف المحاكمات غير القانونية، ورفع الحجب عن المواقع الإلكترونية، وإنهاء الرقابة المفروضة على الإنترنت.
مقر نقابة الصحفيين في عدن تحت السيطرة
في سياق متصل، أدانت النقابة استمرار السيطرة على مقرها في عدن من قبل عناصر تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، معتبرة أن استمرار احتلال المقر يمثل مؤشرًا على القبضة الأمنية الخانقة المفروضة على الحريات الصحفية في المدينة، مطالبةً بإعادة المقر فورًا دون قيد أو شرط.
تكريم الشهداء وتأكيد على استمرار النضال
وفي ختام البيان، ترحّمت النقابة على أرواح الصحفيين الذين فقدوا حياتهم خلال سنوات الحرب، مؤكدة أن نضال الصحفيين من أجل حرية الكلمة وكرامة المهنة سيبقى حجر الزاوية لبناء مستقبل آمن وعادل في اليمن.
وأكدت النقابة أن الصحافة الحرة هي الضمان الأساسي لأي تحول ديمقراطي حقيقي، ولن يكون هناك سلام مستدام دون احترام حرية الإعلام وحماية الصحفيين من الاستهداف السياسي والأمني.