إسرائيل تحذّر من موانئ اليمن والحوثيون يصعّدون بضربة ثالثة على بن غوريون

تقارير

 

في خطوة تصعيدية غير مسبوقة، وجّه جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، تحذيراً بإخلاء ثلاثة موانئ يمنية، بعد ساعات من إعلان جماعة الحوثي، المصنّفة في قوائم الإرهاب، تنفيذ ضربة صاروخية جديدة على مطار بن غوريون في تل أبيب، هي الثالثة خلال أقل من 24 ساعة.

 

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، عبر منصة "إكس"، إن جماعة الحوثي تستخدم الموانئ البحرية "لأنشطة إرهابية"، داعياً المدنيين إلى إخلاء موانئ رأس عيسى، والحديدة، والصليف بمحافظة الحديدة، حفاظاً على سلامتهم، وذلك "حتى إشعار آخر".

 

صاروخ فرط صوتي وإغلاق مؤقت للمطار

في المقابل، أعلنت الجماعة تنفيذ "عملية عسكرية نوعية" استهدفت مطار بن غوريون بصاروخ باليستي فرط صوتي، مشيرة إلى أن الهجوم أسفر عن توقف حركة الملاحة الجوية في المطار لنحو ساعة، وإجبار أعداد كبيرة من الإسرائيليين على اللجوء إلى الملاجئ.

وأوضح المتحدث العسكري باسم الجماعة أن العملية تأتي في سياق الرد على ما وصفه بـ"العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة"، مؤكداً أن الهجمات الصاروخية ستتواصل حتى وقف الهجمات ورفع الحصار عن غزة.

 

إسرائيل تعترض صواريخ قادمة من اليمن

جيش الاحتلال أكد في بيان رسمي، صباح اليوم، اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن باتجاه إسرائيل، باستخدام منظومات الدفاع الجوي، بعد تفعيل صفارات الإنذار في عدة مناطق. وأفادت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية "كان"، بأنه تم استخدام صواريخ "آرو" و"ثاد" لاعتراض التهديد القادم من جنوب شبه الجزيرة.

 

سلسلة ضربات خلال يومين

جاءت الضربة الصاروخية الجديدة بعد إعلان الجماعة، مساء الثلاثاء، تنفيذ هجمتين مماثلتين على مطار بن غوريون باستخدام صواريخ باليستية، بينها صاروخ من طراز "ذو الفقار"، مؤكدة أن هذه العمليات تأتي ضمن سياسة جديدة لحظر الملاحة الجوية من وإلى المطارات الإسرائيلية.

كما حذّرت الجماعة شركات الطيران التي لا تزال تسيّر رحلات إلى إسرائيل من "عواقب تجاهل التحذيرات السابقة"، في إشارة إلى نية التصعيد حال استمرار الرحلات.

 

تحذيرات من مواجهة بحرية قريبة

تحذير جيش الاحتلال بإخلاء الموانئ اليمنية الثلاثة، يأتي كخطوة تمهيدية لاحتمال استهداف هذه المنشآت مستقبلاً، بزعم استخدامها لأغراض عسكرية، ويثير هذا التحرك قلقاً واسعاً من انزلاق الوضع نحو تصعيد بحري خطير في البحر الأحمر، خاصة في ظل تزايد استهداف السفن الإسرائيلية خلال الأشهر الأخيرة.

 

تزامن حساس مع زيارة ترامب للخليج

التصعيد الحوثي تزامن مع زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الخليج، والتي بدأها أمس من السعودية وتشمل قطر والإمارات، وكان ترامب قد أعلن، في 6 مايو، وقف الحملة الجوية الأمريكية على اليمن، التي استمرت منذ منتصف مارس، دون تحقيق أهداف حاسمة على الأرض.

 

وكانت الجماعة قد أكدت أن عملياتها ضد إسرائيل ستستمر، إلى جانب استهداف السفن في البحر الأحمر، في إطار موقفها الرافض للحرب على غزة.

 

في ظل انسحاب الولايات المتحدة من المشهد العسكري المباشر في اليمن، وتحذيرات إسرائيل من استهداف موانئ مدنية، يبدو أن المواجهة مع الجماعة المصنّفة إرهابياً تدخل مرحلة جديدة، تتجاوز الأهداف البحرية لتطال العمق الإسرائيلي، مع تصعيد غير مسبوق في نوعية الأسلحة المستخدمة وزخم العمليات.