واشنطن تعلن قصف 800 هدف في اليمن ومقتل مئات الحوثيين بينهم قياديون بارزون

عامة

صعّدت الولايات المتحدة عملياتها العسكرية في اليمن بشكل غير مسبوق، حيث أعلنت القيادة المركزية الأميركية أنها نفذت أكثر من 800 ضربة جوية منذ انطلاق عملية "الفارس الخشن" ضد جماعة الحوثيين في 15 مارس/آذار الماضي، مؤكدة أن الغارات أسفرت عن مقتل مئات من مقاتلي الجماعة، بينهم قياديون بارزون.

وفي بيان رسمي، أوضحت القيادة أن الضربات استهدفت منشآت القيادة والسيطرة، وأنظمة الدفاع الجوي، ومرافق تصنيع وتخزين الأسلحة المتطورة، بما في ذلك صواريخ باليستية وكروز مضادة للسفن، بالإضافة إلى طائرات وسفن مسيّرة بدون طيار.

وأشار البيان إلى أن العمليات ساهمت في خفض الهجمات الحوثية بنسبة كبيرة، إذ تراجعت وتيرة إطلاق الصواريخ الباليستية بنسبة 69%، وانخفضت هجمات الطائرات المسيّرة بنسبة 55%.

وفيما عدّته القيادة "نجاحًا عملياتيًا"، كشفت أن الضربات شملت تدمير ميناء رأس عيسى، أحد المرافق الحيوية لاستقبال الوقود، معتبرة أن ذلك يضعف القدرات التشغيلية والمالية للحوثيين.

كما جددت واشنطن اتهامها لإيران بتقديم دعم عسكري وتقني للجماعة، معتبرة أن هذا الدعم يؤجج الصراع ويزيد تعقيداته.

لكن على الجانب الآخر، تتصاعد المخاوف من سقوط ضحايا مدنيين جراء هذه الضربات المكثفة، فقد أفادت وسائل إعلام تابعة لجماعة الحوثيين بمقتل نحو 70 شخصًا، معظمهم من المهاجرين الأفارقة، في غارة أميركية استهدفت مركز إيواء بمحافظة صعدة شمال اليمن.

كما أُصيب 47 آخرون بجروح، فيما لا يزال صاروخ لم ينفجر حتى الآن داخل المبنى المستهدف، بحسب ما ذكرت المصادر.

وفي العاصمة صنعاء، قُتل ثمانية أشخاص، بينهم نساء وأطفال، إثر استهداف ثلاثة منازل في منطقة ثقبان بمديرية بني الحارث، بحسب الإعلام الحوثي.

وامتد القصف الأميركي إلى محافظة عمران، حيث تم تنفيذ ست غارات جوية على الجبل الأسود وثلاث غارات أخرى في مديرية حرف سفيان، فيما شهدت مديرية كتاف بمحافظة صعدة ثلاث غارات جديدة.

وفي تطور لافت، نقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤولين أميركيين أن جماعة الحوثيين تمكنت من إسقاط سبع طائرات مسيرة من طراز MQ-9 Reaper، وهو ما أعاق تقدم واشنطن إلى المرحلة الثانية من العملية التي كانت تهدف إلى تعزيز جهود الاستخبارات والاستهداف الدقيق لقادة الجماعة.

وأقر المسؤولون بأن تحسن أداء الحوثيين في استهداف المسيّرات الأميركية بات يشكل تحديًا لفعالية الحملة الجوية.

وبينما تؤكد واشنطن أن عملياتها تستهدف البنية العسكرية للحوثيين وتسعى لتقويض قدرتهم على شن هجمات في البحر الأحمر ومناطق أخرى، تزداد التحذيرات من تصاعد الخسائر في صفوف المدنيين، وتفاقم الوضع الإنساني في بلد يعاني أصلًا من ويلات الحرب والحصار.